Final Fantasy 7- تحفة خالدة أم ثورة في عالم تقمص الأدوار؟
المؤلف: أحمد عصام08.26.2025

تتربع سلسلة Final Fantasy على عرش ألعاب الفيديو بستة عشر جزءًا رئيسيًا، انطلقت شرارتها الأولى عام 1987 على جهاز NES في اليابان. هذا الرقم الشامخ وحده شاهد على عظمة هذه السلسلة، فالوصول إلى ستة عشر إصدارًا رئيسيًا ينمّ عن استمرارية نادرة وشعبية جارفة. ولكن، هذا ليس سوى قمة جبل الجليد، إذ لا يشمل هذا العدد الأجزاء التكميلية التي حظيت بها بعض الألعاب، ولا المشتقات الجانبية المتشعبة التي تدور في فلك عالمها، أو تستلهم شخصياتها وأفكارها. هذا الانتشار الواسع الذي شهدته Final Fantasy على مر العقود جعلها إحدى أضخم السلاسل في تاريخ الألعاب، من حيث الحجم والتأثير والتنوع.
وسط هذا الكم الهائل من الأجزاء، يسطع نجم إصدار واحد بشكل استثنائي، ويتربع على عرش قلوب الجماهير والنقاد على حد سواء: Final Fantasy 7. لم تكن هذه اللعبة مجرد إصدار عابر، بل تحولت إلى حجر الزاوية في تاريخ السلسلة، وإلى إنجاز باهر في صناعة الألعاب بأسرها. فقد أثمرت فيلمًا سينمائيًا بعنوان Advent Children، ومجموعة من الروايات التي توسع آفاق عالمها، وسلسلة من الألعاب الفرعية التي تستكشف جوانب مختلفة من قصتها، بالإضافة إلى نسخة مُعاد إنتاجها بالكامل برسومات عصرية، ولا تزال المشاريع المتعلقة بها قيد التنفيذ حتى يومنا هذا. إن قائمة الإنجازات التي تندرج تحت اسم Final Fantasy 7 طويلة وعريضة، وتُجسد بجلاء مكانتها الفريدة في تاريخ السلسلة.
لا شك أنه الجزء المحبوب لدى شريحة واسعة من اللاعبين، بل يراه البعض الأفضل في تاريخ السلسلة بأكملها. ولكن ما السر وراء هذا التميّز؟ ما الذي حدث على جهاز PlayStation 1 في عام 1997 ليجعل هذه اللعبة تحدث نقلة نوعية في عالم ألعاب تقمص الأدوار؟ وهل لا يزال لهذا العنوان، الذي تجاوز عمره ثلاثة عقود، قيمة حقيقية عند مقارنته بالإصدارات الأحدث في السلسلة، من الناحية التقنية أو السردية أو العاطفية؟
هذه التساؤلات جديرة بالتأمل والتدقيق، لأنها تسلط الضوء على مكانة Final Fantasy 7 ليس فقط في قلب السلسلة، بل في قلب صناعة الألعاب بأسرها. سنسبر أغوار نقاط القوة التي تجعل Final Fantasy 7 تتفوق على سائر الأجزاء الرئيسية الأخرى، ونحلل كيف استطاعت هذه اللعبة أن تخلد اسمها في ذاكرة اللاعبين كتحفة فنية عابرة للزمن والتكنولوجيا.